هذا الكتاب محاولة مقدورة لمناقشة ظاهرة عنف المرأة ضد المرأة، وعنف المرأة ضد الرجل، في المجال الأسري في المجتمعات الإسلامية. ويتميز الكتاب بأنه يبحر في تناوله عكس التيار، الذي تعلو فيه أصوات الرجال، بشكل خاص بأن هناك ظلما وعنفا يمارس ضد المرأة من قبل الرجل، وخاصة في نطاق الأسرة، ويدعو لرفع هذا الظلم والعنف عنها، وقد عقدت لأجل ذلك الندوات والمحاضرات والمؤتمرات المحلية وحتى العالمية، وصيغت فيها الاتفاقات الدولية. فهو يعرض لنوع من العنف والظلم لم تتعرض له المؤتمرات والندوات، وهو ظلم المرأة للمرأة، وظلم المرأة للرجل خاصة في المجال الأسري، وقدم نماذج من عنف البنت والأم والأخت وزوجة الأب والحماة والكنة والضرائر والخادمات؛ ونماذج أخرى من عنف المرأة ضد الرجل، خاصة على مستوى الأم مع أولادها الذكور، وعنف البنت مع أبيها، والأخت مع أخيها، والمرأة مع إخوة زوجها، وزوجة الأب مع أبناء الزوج، والبنت مع زوج أمها، والمرأة مع الخادم أو الحارس أو السائق الخاص. وأولى الكتاب اهتماما بعنف الزوجة ضد الزوج، على المستوى النفسي والمادي والمالي والاجتماعي، وعرض لجوانب من الأسباب الداعية لعنف المرأة ضد الرجل في ميدان العمل. وعرض الكتاب لمجموعة من العوامل، التي تؤدي إلى حدوث العنف بشكل عام وعنف المرأة ضد المرأة بشكل خاص وحذر من الآثار المترتبة على العنف، بشكل عام، والآثار المترتبة على انتقال سلوك الآباء العدواني إلى الأبناء، بشكل خاص وكيفية الوقاية من ذلكن وقدم مجموعة من الاقتراحات للتخفيف من حدة هذا العنف وانتشاره في المجتمع ككل، وتفاديه في المجال الأسري.